top of page
En

مثلت أوائل سنوات الثمانينيات صعود حركة "كاخ" برئاسة الحاخام مئير كاهانا، التي دعت إلى سحب الحقوق من العرب، بالاستناد إلى أيديولوجية عنصرية. وفي أعقاب التصريحات التحريضية العنصرية التي أطلقها كاهانا وزملاؤه، طرح مطلب يطالب بتحديد قانون يعتبر التحريض العنصري جريمة جنائية. وقد عقدت الجمعية مداولات عديدة ومتواصلة حول هذا الموضوع؟ لقد عارضت غالبية الجمعية فرض حظر جنائي. "لا تشمل حرية التعبير فقط حرية التعبير عن آراء لطيفة، ذكية، وجميلة. بل إنها تشمل أيضا الحرية في التعبير عن الآراء الحمقاء، والكاذبة، والمهينة، والمثيرة للحنق، والصادمة، والمسببة للرعب"، حسبما قال بنيامين بيت هلحمي في اجتماع الهيئة العامة للجمعية الذي عقد في حزيران (يونيو) 1984، "ورغم ذلك، فنحن مطالبون بالسماح لأصحاب هذه الآراء بالتعبير عنها.. إن كان هنالك من يرغب بمكافحة العنصرية، فإنني أدعوه للعمل ضد الأفعال العنصرية، لا ضد الأقوال العنصرية.؟. إن دور الجمعية في الواقع الذي نعيشه يتمثل قبل كل شيء في الدور التربوي. يجب علينا أن نربي على التسامح والصبر..." وقد عبّر عن الرأي المعارض لهذا التصريح، موشيه نغبي الذي قال "بوصفي حقوقيا ومحاميا، سأكون آخر من يستهين بأهمية حرية التعبير التي عرفها القانون بوصفها حقّا من أهم الحقوق... لكن أكثر مريدي حق التعبير، والغيورين عليه، لن يمكنهم رؤية هذا الحق بوصفه حقا مطلقا". "... يتجاهل رافضو التجريم [تجريم التحريض العنصري- المترجم] أن معنى موقفهم يتمثل في هو الدعوة التامة للتحريض العنصري، أحادي الاتجاه، مقتصر على تحريض اليهود ضد العرب... إن التجربة التاريخية الرهيبة تثبت بالقطع أن التصريحات العنصرية الشديدة تؤدي- بالضرورة تقريبا- إلى ارتكاب أفعال عنصرية".


بعد أسابيع قليلة من هذا النقاش، عقدت انتخابات الدورة الحادية عشرة للكنيست، حيث تم انتخاب كاهانا للكنيست، وتمّت إعادة النظر في موقف الجمعية. "إن الخطر المحقق على الديمقراطية، الذي يظهر الآن، يستوجب إعادة النظر في التوازن بين الوسائل التي تتطلبها الديمقراطية لتحمي نفسها، وبين الدفاع غير المتحفظ عن حقوق الإنسان". حسبما ورد في التصريح الذي نشرته الجمعية، "ولذا فقد قررت إدارة الجمعية الآن، وبالإجماع، بأن هنالك مجالا لقوانين محددة بحذر، وإمعان، في فرض قيود على الحق في الانتخاب للمؤسسة التشريعية، وكذلك بخصوص حصانة أعضاء الكنيست في حال قيامهم بالمساندة العلنية للتمييز على أساس عرقي أو قومي، والتهديدات الصريحة للديمقراطية، والمشاركة في نشاطات عنيفة تستند إلى ما ذكر، أو في الدفاع عنها".


للتوسّع (بالعبريّة)

حرية التعبير وحدودها

حرية التعبير وحدودها

في أعقاب صعود حركة "كاخ" التابعة للحاخام كاهانا، والتي دعت إلى سحب الحقوق من المواطنين العرب على أساس أيديولوجية عنصرية، واجهت الجمعية السؤال المعضل: إلى أي حد يجب الدفاع عن حرية التعبير، وأين تتمثل حدودها؟

الحاخام كاهانا في الكنيست، 1988. تصوير: SAAR YAACOV، المكتب الصحافي الحكومي

في هذا العَقد أيضًا:

bottom of page