top of page
En

في عام 1972، في عهد حكومة جولدا مائير. في الشارع الإسرائيلي: احتجاج منظمة الفهود السود ضد التمييز ضد الشرقيين، وانطلاق نشاطات الاحتجاج ضد استمرار السيطرة على الأراضي التي احتلّت سنة 1967. كان ردّ الشرطة والسلطات على النشاطات الاحتجاجية حادًّا، إذ تمّ تفريق المتظاهرين في وقفاتهم الاحتجاجية السّلميّة بالقوة، وقد تم اعتقال الكثيرين، بل ومحاكمتهم لممارستهم حقّهم في الاحتجاج. شعر بعض المحامين والأكاديميين بالحاجة إلى منظمة مستقلة، غير حزبية، تعمل من أجل حماية حقوق المواطنات والمواطنين. وقد كان النموذج الذي طمحوا إليه يتمثل في هيئة غير حزبية، على شاكلة الاتحاد الأمريكي للحرّيات المدنية (ACLU - American Civil Liberties Union)، التي أسسها ليبراليون ناضلوا من أجل حرية التعبير في زمن الحرب العالمية الأولى، والتي تطورت منذ ذلك الحين واكتسبت نفوذا كبيرا في الولايات المتحدة.


سنة 1972 تم تأسيس جمعية عثمانية. ومن ضمن مؤسسي الجمعية وناشطيها في أيامها الأولى: نسيم رجوان، لن شروطر، ليزلي سابا، إليعيزر يافيه، مناحيم أمير، آرنست ستوك، بارني رزنيكوف، فرد فايسل، دافيد (ديف) كرتسمر، داني عميت، عاموس شابيرا، عكيفا آرنست سيمون، يارون ليفنشطاين، أهارون أنكر. وقد كان هنالك وزن حاسم للأشخاص من ذوي الأصول الأنجلو سكسونية، من ضمن هؤلاء المؤسسين. وعلى العكس من الصورة النمطية المنتشرة عن "اليساري العلماني"، كان من ضمن المؤسسين عدد غير قليل من المتديّنين.


في اللقاء الذي عُقد في بيت شالوم، في شارع أحاد هعام في القدس، نوقشت أمور عديدة من ضمنها اسم الجمعية، وهو اسم سيثير لاحقا خلافات وانتقادات. في ذلك الزمن كانت هنالك منظمة غير نشطة حملت اسم "جمعية حقوق الإنسان"، ولذا استوجب الأمر اختيار اسم آخر. إن مصطلح "حقوق المواطن" كانت ترجمة (وهي ترجمة ليست شديدة التوفيق، كما اتضح لاحقا) للمصطلح الأمريكي Civil Rights (والذي من الأدقّ ترجمته "حقوق مدنية"). تم اختيار هذا الاسم لكي يميز نوع الحقوق التي جاءت الجمعية لكي تدافع عنها: حقوق المواطن، تمييزا لها عن الحقوق المالية، والعقارية، وغيرها. لكن الاسم قد أثار لبسا وادّعاءات مفادها أن أصحاب الحقوق المعنيين هم المواطنون وحدهم، وذلك رغم أن الجمعية قد قدّمت العون -ولا زالت- لجميع من تم انتهاك حقوقهم، سواء أكانوا مواطنين أم لا.


لم تكن السنوات الأولى سهلة. كانت الإدارة التي شُكّلت آنذاك هيئة ضعيفة وغير محددة، ولم يكن لدى الجمعية موظفون. وقد تمثّل جلّ نشاطها في متابعة الشكاوى، إصدار البيانات الصحفية، وإرسال مراقبين للمظاهرات للتأكد من عدم تجاوز الشرطة لصلاحياتها. وسنة 1974، مع انضمام روت جابيزون، وعودة ديف كرتسمر من إقامة استمرت عامين في كندا، بدأت نواة صلبة بالتشكل، مكونة من الأكاديميين في كلية الحقوق في الجامعة العبرية، وهو ما أسبغ على الجمعية طابعا قضائيا.


في عام 1979، انضمت الجمعية إلى الرابطة الدولية لحقوق الإنسان (International League for Human Rights) وهي منظمة سقف، مقرّها نيو يورك.


للتوسّع (بالعبريّة)


هكذا بدأنا

هكذا بدأنا

" [...] من أجل ضمان عدالة آليات عمل المؤسسات القضائية، وتعزيز جو من التسامح الأقصى مع الخلافات، ومعارضة أي شكل من أشكال التعدّي على حقوق الفرد، من أيّة جهة كانت: ستكون هذه بعض الأهداف التي عقدت الجمعية الجديدة لواءها عليها".

في هذا العَقد أيضًا:

bottom of page